شهدت السوق التونسية خلال موسم 2024/2025 هبوطًا حادًا في أسعار زيت الزيتون، حيث تقلّص المعدّل العام للأسعار بنسبة تقارب 49%، ليستقرّ عند حدود 13,4 دينارًا للكيلوغرام، بعد أن كان قد بلغ 26,5 دينارًا في نهاية شهر أوت 2024.
ووفقًا لبيانات منصة Oleista الدولية المتخصّصة في تتبّع أسعار زيت الزيتون بالجملة، فقد تمّ إغلاق الأسعار بتاريخ 22 أكتوبر 2025 عند هذا المستوى المنخفض، في سابقة لم تشهدها السوق منذ سنوات.
---
🔹 تطوّر الأسعار في السوق التونسية
خلال الأسبوع الممتدّ بين 6 و12 أكتوبر 2025، كانت الأسعار على النحو التالي:
نوع الزيت السعر (يورو/كلغ) ما يعادله بالدينار التونسي فترة المراقبة
زيت زيتون بكر ممتاز 4.18 ≈ 13.4 دت 6–12 أكتوبر 2025
زيت خام (لامبانتي) 2.95 ≈ 9.45 دت 6–12 أكتوبر 2025
---
🔹 مقارنة دولية: موقع تونس بين الكبار
بيّنت البيانات الأخيرة اختلاف الأسعار بين الدول المنتجة الكبرى:
الدولة بكر ممتاز (€) بكر (€) لامبانتي (€) الفترة المرجعية
إسبانيا 4.23 3.62 3.46 22 أكتوبر 2025
الأندلس 4.24 3.61 3.41 13–19 أكتوبر 2025
إيطاليا 9.14 4.00 2.58 13–19 أكتوبر 2025
اليونان 4.74 3.33 2.50 13–19 أكتوبر 2025
البرتغال 4.00 3.15 6.05 8–14 سبتمبر 2025
تركيا 4.60 3.83 2.81 15–21 سبتمبر 2025
---
🔹 تحليل اقتصادي: ما وراء التراجع؟
يرجع هذا الانخفاض الكبير في الأسعار إلى تزامن وفرة الإنتاج المحلي مع بداية الموسم، مما أدى إلى زيادة المعروض داخل السوق، في وقت يشهد فيه الطلب الأوروبي تراجعًا ملحوظًا نتيجة ارتفاع المخزونات الإسبانية.
كما ساهم التحسّن النسبي في الصابة داخل ولايات الشمال والوسط في وفرة الكميات المعروضة، وهو ما ضغط أكثر على الأسعار المحلية.
ويُضاف إلى ذلك تراجع الأسعار العالمية بعد الارتفاع القياسي الذي سُجّل سنة 2023، ما جعل السوق تمرّ بمرحلة تصحيح سعري حاد.
ويرى خبراء القطاع أن الأسعار ستشهد نوعًا من الاستقرار النسبي خلال الشهرين القادمين، إلى حين وضوح الرؤية بشأن الطلبيات الأوروبية والعقود التصديرية الجديدة لموسم 2026.
---
🔹 موقع تونس في السوق العالمية
رغم هذه التقلبات، تؤكّد تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) أن تونس ستواصل الحفاظ على مكانتها ضمن أكبر خمس دول مصدّرة لزيت الزيتون في العالم، بفضل جودة منتوجها وتنوّع أصنافه.
---
🔹 الخاتمة
على الرغم من الانخفاض الحاد، يظلّ زيت الزيتون التونسي عنصرًا أساسيًا في المشهد العالمي بفضل سمعته العالية وجودته المعترف بها دوليًا.
لكنّ التحدي الحقيقي اليوم يتمثّل في تحقيق التوازن بين دعم ا
لفلاحين وضمان استدامة تنافسية الصادرات في الأسواق العالمية.

تعليقات
إرسال تعليق